يقال: جاود فلان فلانا، إذا كاثره بالعطاء كقوله: الطويل
كأنك ما جاوَدْتَ من بَانَ جودُهُ ... عليكَ ولا قابَلْتَ من لم تُقَاومِ
إلا أنها هاهنا من الممدوح بكثرة العطاء، ومن المتنبي بكثرة الأخذ لأن الممدوح يرى الأخذ منه جودا عليه كقوله: الوافر
قبولَكَ مَنَّهُ مَنٌّ عليه. . . . . . ... . . . . . .
فغلبت كثرة العطاء كثرة الأخذ مع سرعة، وذلك معنى قوله:
. . . . . . ... فَغَرَّق نَيْلُهُ أخْذِي سَرِيعَا
وقول الواحدي: كان في العطاء، أسرع مني في الأخذ. ولم يذكر الكثرة التي تقتضيها المجاورة، فيه نقص، بل فضله وغلبه في الكثرة والسرعة جميعا.
وقوله: الوافر
قد اسْتَقْصَيْتَ في سَلَبِ الأعَادي ... فَرُدَّ لهم من السَّلَبِ الهُجوعَا
قال: يقول: بالغت في سلب الأعداء؛ تسلبهم كل شيء حتى النوم، فرد عليهم ذلك، فإنهم لا يجدون ذلك خوفا منك.