وبقوله:

ولمثلِ وَصْلِكِ أن يكوَنَ مُمَنَّعاً ... . . . . . .

بأن قيل: البخل بالوصل في النساء محمود، وأطيب الوصل ما كان ممنعا، واستشهد على ذلك بأبيات للعرب وللمحدثين نحو قول أبي تمام: الكامل

عالي الهَوَى مما يُرَقِّصُ هامتي ... أرْوِيَّةُ الشَّعَفِ التي لم تُسْهِلِ

وقول كثير: الطويل

وإني لأسْمُو بالوِصَالِ إلى التي ... يكونُ سَناءً وَصْلُهَا وازْدِيَارُهَا

وقيل: بل يحسن البذل منهن، وهو مذهب لبعضهم، وقد جاء عنهم: الطويل

أحِبُّ اللواتي هُنَّ من وَرَقِ الصِّبَا ... وفيهنَّ عن أزْوَاجِهنَّ طِماحُ

ومن ذلك قول بعض المحدثين: الكامل

قالُوا: فَفِيهِ تَبَذُّلٌ ... يأباهُ مثلُكَ قلت: أدري

لو كانَ مَسْتُوراً لما ... هَتَكَ الغَرامُ عليهِ سِتْري!

ويحتمل وجهاً آخر، وهو أن صفة الجود لما كانت محمودة في الرجال، معروفة بين الناس ذكرها لها ليخدعها عن وصلها فتسمح له به، ويكون مثل قوله: الوافر

أخِفْتِ اللَّهَ في إِحْيَاءِ مَيْتٍ ... مَتَى عُصِيَ الإلهُ بأنْ أُطِيعَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015