قال: أي: إنما تأخرت عنه، لا تدرب بمدائح من مدحتهم، حتى أتمهر وأبلغ درجة الكمال بالشعر، ثم أقصد حضرته بعد ذلك وأمدحه، فكنت كمن طارد مدة بلا سنان ليتعلم ويتمهر ثم صار أهلا للطعان بالسنان.

وأقول: إن فيه زيادة، وهي أن المدائح التي كنت أمدح بها غيره، لم تكن مني جدا بل كانت بمنزلة الطعان بلا سنان، وهو اللعب، ومدائحه هي الجد بمنزلة الطعان بالسنان.

وقوله: الوافر

بِعَضْدِ الدَّولةِ امتَنَعَتْ وعَزَّتْ ... وليس لغَيْرِ ذي عَضُدٍ يَدَانِ

ولا قبضٌ على البِيضِ الموَاضِي ... ولا حَظٌّ من السُّمْرِ اللِّدَانِ

قال: أي: الدولة به قدرت وقهرت، وإنما صارت ذات يدين بكونه عضدا لها، وعرّض بسيف الدولة وغيره من الملوك رمزا خفيا؛ أي: غيره لا يقوم مقامه في الدفع عن الدولة لأنها لا عضد لها، ومن لا عضد له لا يد له، ومن لا يد له، لا قبض له على السيوف للضراب بها، ولا حظ له من الرماح للطعن بها.

وأقول: إن هذا موضع حسن، إنما أثبته تنبيها للأخذ عنه لا لأخذ عليه، وإن كان التبريزي قد سبقه إليه، إلا إنه زاد بحسن الترتيب عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015