وقوله: الوافر
ولكنَّ الفَتَى العَربيَّ فيها ... غريبُ الوَجْهِ واليَدِ واللِّسَانِ
اختلف في قوله: غريب اليد فقال ابن جني: سلاحه غير سلاحهم.
وقال المعري: اليد هنا النعمة.
وقال الكندي آخرا: عندي أن غربة اليد هنا، عبارة عن قلة الانبساط إليهم، لأنها مظنة الأخذ والعطاء.
وأقول: وعندي أن غربة اليد كناية عن عدم فهم الكتابة، كما أن غربة اللسان كناية عن عدم فهم اللغة، فاليد في هذه بلاد لا يفهم منها ما تكتب، كما أن اللسان لا يفهم منه ما يقول. وهذا هو المعنى الذي أراده أبو الطيب لمن تدبره بقلبه وأنصف بلسانه.