وقوله: الوافر
وكُنْ كالمَوْتِ لا يَرثي لِبَاكٍ ... بَكَى منه وَيَرْوَى وَهْوَ صَادي
قال: جعل الموت ريان صاديا على المجاز؛ أي: يشرب من دمائهم ما يروي مثله من مثله وهو من حرصه كالصادي.
وأقول: لا معنى هاهنا لشرب الموت الدماء، وإنما جعل كثرة الإهلاك للموت بمنزلة كثرة الماء للصادي، لكن الصادي يرويه كثرة الماء، والموت لا يرويه كثرة الإهلاك لأنه أخذ في الشرب لم ينقطع.
وقوله: الوافر
فإنَّ الماَء يَخْرُجُ من جَمَادٍ ... وإنَّ النَّارَ تَخْرُجُ من زِنَادِ
قال: أي: إن العدو يخفي فتكمن في الوداد كمون الماء في الجماد، والنار في الزناد.