قال: أنكر أن يكون الحبيب يعرف حاله، وأن تكون صولة الأسد كصولة الممدوح.

وأقول: التقدير الصحيح: فأين من زفراتي زفرات من كلفت به، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، ويدل عليه قوله في المصراع الثاني:

. . . . . . ... وأيْنَ مِنْكَ ابنَ يحْيَى صَوْلةُ الأسَدِ

أي: أين من صولتك صولة الأسد.

وقوله: الكامل

وفَشَتْ سَرَائِرُنَا إليْكَ وشَفَّنَا ... تَعْرِيضُنَا فَبَدَا لكَ التَّصْريحُ

قال: اختار ابن جني، بعد أقوال ذكرها، أن يكون المعنى: لمّا جهدنا التعريض استروحنا إلى التصريح فانهتك الستر.

قال: والصحيح إن الكتمان هزاه فصار الهزال صريح المقال؛ لأنه استدل بالهزال على ما في القلب من الهوى، فناب عن التصريح.

وأقول: المعنى محتمل أن يقال: كنا نسر حبك منك ففشا اليك، وقد شفنا التعريض لك، أي: جهدنا وشق علينا، فاضطرنا إلى التصريح لك بالهوى. فإن كان ابن جني أراد انهتاك الستر للمحبوب فقد أصاب، وإن كان أراد للناس فقد أخطأ، ولكن الجيد ما ذكره الشيخ وهو قول الواحدي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015