وقوله: الطويل

رَأتْ كلَّ مَنْ يَنْوي لك الغدر يُبْتَلَى ... بِغَدْرِ حَيَاةٍ أو بِغَدْرِ زَمَانِ

قال: لا فرق بين غدر الحياة، وغدر الزمان. وإنما حمله على ذلك إقامة الوزن. والزمان غدره على ضربين:

أحدهما: هلاك النفوس.

والآخر: هلاك المال، وزوال الدول، وموت الأعزاء.

فغدر الحياة في غدره.

أقول: إن استعارة الغدر للحياة والزمان مجاز. وقد جعلهما كالصاحبين، فليس أحدهما داخلا تحت الآخر. فكنى عن الموت بغدر الحياة، وعن ذهاب المال والملك بغدر الزمان. وإذا كانا كذلك، فبينهما فرق. ولم يذكر غدر الحياة لإقامة الوزن، كما ذكر، بل لزيادة الفائدة التي بيناها.

وأعجب من تتبعه له دائما من غير عثور على خطأ، أو إظهار فائدة، ولكنه يشتهي أن ينخرط في سلك الأدباء، ويجري في حلبة النقاد على الشعراء!!

وقوله: الطويل

ثَنَى يَدَهُ الإحْسَانُ حتى كأنَّهَا ... وقد قُبِضَتْ كانَتْ بِغَيْرِ بَنَانِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015