وقوله: الكامل

فَطِنَ الفُؤادُ لِمَا أتيتُ على النَّوَى ... وَلِمَا تَرَكْتُ مَخَافَةً أنْ تَفْطُنَا

ذكر فيه أقوالا، غير سائغ ذكرها.

والصحيح إنه وصفه بالفطانة، وبالغ، حتى جعله بمنزلة من يعلم الغيب؛ يقول: أنت عالم بما فعلت، وما تركت على النوى، فأتيت الأفعال الحسنة، وتركت الأفعال القبيحة، خيفة أن تفطن، اتباعا لمرضاتك، وما يعجبك ويقرب منك.

وقوله: الكامل

أضْحَى فِراقُكَ لي عليه عُقُوبةً ... لَيْسَ الذي قاسيتُ منه هَيِّنَا

ذكر أيضا في تفسير هذا البيت، ما لا تتحصل منه فائدة! والذي تحصل به الفائدة، أن يكون الضمير في عليه راجعا إلى: فراقك؛ يقول: أضحى فراقك عقوبة لي عليه؛ أي: على فراقك، لكوني لم أسر في صحبتك، وأمضي في خدمتك. ولهذا قال: ليس الذي قاسيت منه - أي: من فراقك - هينا؛ أي: عذبت على تفريطي

وخطئي، عذابا صعبا، أي: عذبت به عليه واعترف أن ذلك ذنب، وسأله فيما بعد أن يغفره له، فليس له ذنب سواه، ولا يدل اللفظ على غيره، وما ذكر فليس يثبت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015