اجتمع فيها حالتان متضادتان وهما: هداية السيوف بضوئها، وضلال الرماح في ظلم الأجوف بالطعن، لا ظلام النقع كما قال! لأنه قد انجلى بضوء السيوف. وقول أبي الطيب بضد قول ابن دريد: الرجز

يُرِي المَنُونَ وهي تَقْفُو إثْرَهُ ... في ظُلَمِ الأكْبَادِ سُبْلاً لا تُرَى

وقوله: البسيط

عليهِ منهُ سَرابيلٌ مضاعَفَةٌ ... وقد كَفَاهُ من الماذِيِّ سِرْبَالُ

قال: يقول: على الممدوح سرابيل من الحمد كثيرة، وقد كفاه سربال واحد من الماذي.

وأقول: إن هذا تفسير الشيء بنفسه، كما تقول لغيرك: ما الإنسان؟ فيقول: الإنسان! أو تقول له: ما الجوهر أو العرض؟ فيعيد اللفظ الذي سألته عنه، وأردت تفسيره منه!

وأقول: المعنى إن الحمد سربال الجود، والماذي سربال البأس، وكان يكفيه من سرابيل الحمد الكثيرة عليه سربال واحد من البأس لاشتهاره به وتقدمه فيه، وإنما أراد أن يجمع بينهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015