اجتمع فيها حالتان متضادتان وهما: هداية السيوف بضوئها، وضلال الرماح في ظلم الأجوف بالطعن، لا ظلام النقع كما قال! لأنه قد انجلى بضوء السيوف. وقول أبي الطيب بضد قول ابن دريد: الرجز
يُرِي المَنُونَ وهي تَقْفُو إثْرَهُ ... في ظُلَمِ الأكْبَادِ سُبْلاً لا تُرَى
وقوله: البسيط
عليهِ منهُ سَرابيلٌ مضاعَفَةٌ ... وقد كَفَاهُ من الماذِيِّ سِرْبَالُ
قال: يقول: على الممدوح سرابيل من الحمد كثيرة، وقد كفاه سربال واحد من الماذي.
وأقول: إن هذا تفسير الشيء بنفسه، كما تقول لغيرك: ما الإنسان؟ فيقول: الإنسان! أو تقول له: ما الجوهر أو العرض؟ فيعيد اللفظ الذي سألته عنه، وأردت تفسيره منه!
وأقول: المعنى إن الحمد سربال الجود، والماذي سربال البأس، وكان يكفيه من سرابيل الحمد الكثيرة عليه سربال واحد من البأس لاشتهاره به وتقدمه فيه، وإنما أراد أن يجمع بينهما.