موضع لا يجب أن يصل إليه.

وأقول: إنما وصف المبضع بالبطل لمضائه وحدته - وقد وصف أبو الطبيب ما

هو كالمبضع، وهو السيف، بالجبان لكونه لم يقطع في قوله: الكامل

تَلْقَى الحُسَامَ على جَرَاءةَ حَدِّهِ ... مِثْلَ الجَبَانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبَانِ

فهاتان صفتان مختلفتان، والمؤثر فيهما غير مختلف، لأن هذا جبان مضى في يده المبضع، وذلك جبان جبن في كفه السيف، فكان فيهما تناقض.

فيقال: لا تناقض فيهما. وذلك أن أحوال الجبان تختلف وتتباين؛ فتارة تكون بترك الإقدام والفرار، وتارة بالإقدام مع اضطراب واضطرار.

وقوله: المنسرح

مَدَدْتَ في راحة الطَّبِيبِ يَداً ... وما دَرَى كيفَ يُقْطَعُ الأمَلُ

قال: ليس من عادة الطبيب أن يقطع الآمال، وإنما عادته أن يقطع العروق، لأن عروق كفك تتصل بها اتصال الآمال، فكأنها آمال.

أقول: وهذا أخذه من ابن جني!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015