قال: يقول: قارعت الرماح رمحك، فترك الرامحين عزلا؛ أي: لا سلاح معهم.

وأقول: إنه لم يأت في تفسيره بشيء يزيد على ما في لفظه، سوى أن بين أن قوله: عزلا لا سلاح معهم! وهذا الذي ذكره أبو الطيب كرره لفظا، ولم يبين له

معنى! والمعنى: أن رمحك جعل الرامحين بمنزلة العزل، فهم، وإن كانوا ذوي رماح، كمن لا رماح معهم، وذلك أما لحذقك بالطعن فبطلت رماحهم به، وأما لخوفهم منه، فضعفت أيديهم بالرماح؛ فصار وجودها كعدمها.

وقوله: الخفيف

يَجْمَعُ الرُّومَ والصقاِلَبَ والبُلْ ... غَرَ فيها وتجمَعُ الآجَالاَ

قال: الآجال: جمع أجل؛ أي: يجمع آجالهم ومناياهم.

وأقول: إنه لم يرد آجالهم مخصصا لهم، وإنما أراد الآجال على الإطلاق؛ أي: المنايا والحتوف، وذلك أبلغ في المعنى للعموم، وأشبه باللفظ للألف واللام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015