وقوله: البسيط

أعْلَى الممالكِ ما يُبْنَى على الأسَلِ ... والطَّعْنُ عند مُحِبِّيهنَّ كالقُبَلِ

قال: أي: ما وصل إليه اقتسارا وغلابا بالطعن، لا ما جاء عفوا.

وأقول: إنه لما وصف الممالك بالعو والارتفاع، وتلك من صفات ما يبنى، جعل الرماح لها أساسا؛ لأنها بها تثبت، وعليها تعلو؛ كأنه يقول: إنما تثبت الممالك وتعلو بطعان الأعداء وقتالهم، لا بالمسالمة والموادعة، وهذا مثل قوله: الطويل

وكَيْفَ تُرَجِّي الرومُ والروسُ هَدْمَهَا ... وذَا الطَّعْنُ أساسٌ لها ودَعَائِمُ

وقوله: البسيط

الفَاعِلُ الفِعْلَ لم يُفْعَلْ لشِدَّتِهِ ... والقائلُ القَوْلَ لم يُتْرَكْ ولم يُقَلِ

لم يذكر في هذا البيت ما يحسن ذكره فيستفاد معناه!

والمعنى، أن سيف الدولة يفعل فعلا لا يستطيع أحد مثله لصعوبته، ويقول قولا لا يقدر أحد يقول مثله لفصاحته وبلاغته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015