وقوله: المنسرح
بِضَرْبِ هَامِ الكُمَاةِ تَمَّ له ... كَسْبُ الذين يَكْسِبُونَ بالمَلَقِ
قال: يريد أنه على ما يلحق بالأعداء محبوب؛ كأنه يقتلهم بلين.
وأقول: هذا التفسير على رواية من روى: (يضرب) فعل مضارع و (ثم) حرف عطف، وهو تصحيف، والصحيح: (بضرب) اسم مصدر و (تم) فعل ماض؛ يريد إن هذا الممدوح يتم له، بضرب الكماة، من كسب المال، ما يتم لغيره من كسبه
بالملق؛ أي: باللين والتذلل. والبيت الذي بعده يدل عليه. وهو قوله: المنسرح
كُنْ لُجَّةً أيُّهَا السَّمَاحُ فقد ... آمَنَهُ سَيْفُهُ من الغَرَقِ
أي: كن أيها السماح؛ أي: العطاء، كثيرا، فانك لا تغرقه؛ أي: لا تجحف به وتفقره؛ لأن سيفه يؤمنه من ذلك، بما يأخذه من مال أعدائه. فهذا هو المعنى، وهو مرتب على ما قبله.