قُلْ للدُّمُسْتُقِ إنَّ المُسْلَمِينَ لكم ... خَانُوا الأميرَ فجَازَاهم بما صَنَعُوا

والذين أجهزوا على القتلى، ليس لهم ذنب فيسلمهم للقتل. والذين ناموا بين القتلى نفر يسير، بالإضافة إلى من فقد في هذه الوقعة كما ذكر. والمعنى، أن هؤلاء

الذين أصبتم من أصحاب سيف الدولة خانوه بتركهم الجد في القتال، وبذلهم الجهد في النزال، ونكوصهم عن اللقاء في قراع الأعداء، فأسلمهم جزاء لهم على ذلك، فلا تفرحوا وتفخروا بأخذهم وقتلهم وهم بمنزلة الموتى التي تأكلها الضباع، فلو شاء أن يمنعهم لمنعهم، وهذا أحسن ما يعتذر به لسيف الدولة، وقد كسر، وأسر من عسكره من أسر.

وقوله: البسيط

رَضِيتَ منهم بأنْ زُرْتَ الوَغَى فَرَأوْا ... وأنْ قَرَعْتَ حَبِيكَ البِيْضِ فاسْتَمعُوا

قال: المعنى، إنه يعرض بأضداده من الشعراء وغيرهم؛ أي: أنا أضرب معك بالسيف، وهم مختلفون ومتخلفون عنك. وهذا التفسير يدل على أن الرواية: بأن زرت وأن قرعت بضم التاء في الفعلين، والذي رويته ورأيته بالفتح.

وأقول: أن الصحيح الضم. ويدل عليه ما فسره الواحدي من قوله: البسيط

ليتَ الملوكَ على الأقدار مُعْطِيةٌ ... فلم يَكُنْ لدنيٍّ عندَهُمْ طَمَعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015