قال: يفرح بكل سؤال فرح يعقوب بقميص يوسف

وأقول: إنه يحتاج مع ذكر الفرح بالسؤال إلى ذكر انتفاعه به لقوله سبحانه:

(ألقَاه عَلى وجهِهِ فَارتد بَصيراً) ولهذا قال:

في أجفان يعقوب كأنه يقول: ينتفع بسؤال الناس له، لما فيه من الشرف العظيم، والذكر الجميل بجلبة سائله، وإعطاء آمله، (كانتفاع يعقوب بقميص يوسف):

وقوله: الطويل.

وكُل امرئ يُولي الجَميِل مُحبَبُ ... وكل مَكَان يُنبِتُ العِز طَيَبُ

قال ينبت العز استعارة حسنة؛: أي من دخل في خدمتك علا قدره

وأقول: إن المعنى في هذا البيت مرتب على ما قبله، لأنه ذكر أهله في أوطانه، والأهل محببون إلى الإنسان، والأوطان طيبة، فكأنه قال: لا ينبغي أن يخص الأهل بالحب، بل كل من أولاك الجميل فهو محبب، ولا ينبغي أن يخص الوطن بالطيب، بل كل مكان يحصل لك العز فيه فهو طيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015