وقوله: (الوافر)

وقد خفي الزّمان بها علينا ... كسلك الدّرّ يخفيه النّظام

قال: قوله: بها الهاء راجعة إلى عطاياه، وادّعى إنها قد انتظمت الزّمان فغطّته، كتغطية الدّرّ ما نظم فيه من السّلوك.

وأقول: لم يذكر المعنى، وقد روي بها وبه، فإذا كان الضّمير بها فهي كناية عن عطاياه، وإنها بحسنها واتّساقها قد غطّت الدّهر الحقير الدّنيء، وشرّفته تشريف السّلك بالدّرّ. وإذا كان الضّمير به فهو كناية عن الممدوح، والتّفسير كذلك.

وقوله: (الوافر)

تلذّ له المروءة وهي تؤذي ... ومن يعشق يلذّ له الغرام

تعلّقها هوى قيس لليلى ... وواصلها فليس به سقام

قال: هذا الممدوح، يحبّ المعالي حبّا شديدا، كحبّ قيس لليلى.

وأقول: عادته، إذا لم يفهم معنى البيت، أن يعيد ألفاظه، وهاهنا، لم يعدها كلّها، بل ترك منها بقيّة يحسن بها المعنى، بل لا معنى دونها، وهي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015