وقوله: (الطويل)
ضلالا لهذي الرّيح ماذا تريده ... وهديا لهذا السّيل ماذا يؤمّم
قال: دعا على الرّيح فقال: ضلّت ضلالا لقولهم: هو يباري الريح جودا، إذا وصفوه بالكرم، أي: إنها أن هبّت تباريك فقد ضلّت. وقال: هديا لهذا السّيل: كأنه دعاء له بالاهتداء، أي: أقول له: هداه الله! ماذا يؤمّم؟ أي: ماذا يقصد؟
وأقول: إنه علّل دعاءه على الرّيح بما ذكره من قولهم: فلان يباري الرّيح جودا، كقول أمية بن أبي الصّلت: (الوافر)
يباري الرّيح مكرمة وجودا ... إذا ما الكلب أجحره الشّتاء
ولم يعلّل دعاءه للسّيل، وذلك أن السّيل جاءه تاليا له، متعلّما منه، فكان بمنزلة الصّاحب المداري، والرّيح بمنزلة المقاتل المباري.