وأقول: أن الجماعة لم يفرّقوا بين الطّعنين في قوله: إذا الطّعن، وقوله: هي الطّعن
وهل الطعن الأول هو الثاني أو غيره؟ وأرى أن بينهما فرقا، وان التكرار لزيادة معنى، وهو أن الأول مصدر، والثاني اسم جنس، جمع طعنة، أي: إذا لم يدخلك في صفة طعن الأبطال شجاعة هي الطعن، أي فعل الطّعن، لم يدخلك فيه كلام من يعذلك! أي: إذا لم يكن للإنسان باعث من نفسه وفعله الجميل على الذّكر الجميل، لم يبعثه كلام من خارج.
وقوله: (الطويل)
وكلّ أنابيب القنا مدد له ... وما ينكت الفرسان إلاّ العوامل
قال: أراد أن العرب كلّها مدد لسيف الدولة، وإنه كعامل القناة، وما ينكت الفرسان إلا عوامل الرّماح.