وقوله: (الطويل)
ويوما كأنّ الحسن فيه علامة ... بعثت بها والشمس منك رسول
قال: هذا معنى لطيف. أراد أن الحسن في هذا اليوم، كأنّه علامة بعثت بها هذه المذكورة إليه، وإنّ الغبار ثار وستر الشمس، فكأنها رسول من حبيب مستخف.
وأقول: أن قوله أن الغبار ثار فستر الشمس ينفي حسن ذلك اليوم، ومع ذلك، فليس في الكلام دليل عليه. والصحيح ما قاله الواحديّ، إنه استحسن اليوم لما كان قبله من استشباعه الليل، وأضاف حسنة إلى الحبيبة، يقول: كأنك بعثت الشمس رسولا، وحسن اليوم منك علامة، لأنه حسن بالشمس، فكأن الشمس جاءت بحسنه، وكأنّ الحبيبة بعثت ذلك الحسن.
وقوله: (الطويل)
إذا الطّعن لم تدخلك فيه شجاعة ... هي الطّعن لم يدخلك فيه عذول
قال: يقول: إذا لم تكن فيك شجاعة تدخلك في الطّعن، أي: تحملك على أن تطاعن فتصيب وتصاب لم يدخلك فيه من يعذلك.