وقول أبي الطّيب: (الطويل)

مررت على دار الحبيب فحمحمت ... جوادي، وهل تشجو الجياد المعاهد

وقوله: (البسيط)

ما بال كلّ فؤاد في عشيرتها ... به الذي وما بي غير منتقل

قال: أجود ما يقال في هذا المعنى، أن يجعل الذي يجده من الشّوق، كأنه شخص، والشّخص إذا حصل في مكان شغله، ولم يشغل غيره، فإذا اعتقد ذلك صحّ إنكاره، لثبات وجده، لأنه في أماكن كثيرة، والشخص لا يشغل مكانين.

(قلت): وكان ينبغي أن يقول هاهنا: والشخص ينتقل، وهذا لا ينتقل.

قال: وأما العرض، فلا يشغل مكانا، فإذا كان في قلب واحد، جاز أن يكون في قلوب عالم كثير.

وأقول: هذا الذي ذكره، في غاية التكلّف، ونهاية التّعسّف!

والمعنى: (أقرب من ذلك وهو) إنه استفهم متعجبا: كيف فؤاد (كلّ) رجل في عشيرتها به من حبّها مثل الذي به؟ وان ذلك يدعو إلى حفظها، ومنعها، وعدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015