فأراد المخففة فكأنه قال: أأخرا ولو أراد الإبدال لكان ذلك سنادا كما قال، فعلى هذا يجوز تخفيف همزة مأسل وتأمل لا إبدالها، وهو المقصود من كلامه بعدم الجواز.

وقوله: (البسيط)

أجاب دمعي وما الدّاعي سوى طلل ... دعا فلبّاه قبل الرّكب والإبل

قال: يريد أن دمعه سبق أن يقف به الرّكب.

وأقول: هذا ليس بشيء! بل شجا الركب والإبل بمرورهم به، أو وقوفهم عليه، فكأنه دعا دموعهم فسبق دمعه الرّكب والإبل، لفرط غرامه، وزيادة شوقه. فأمّا

وصف الرّكب بالوجد والبكاء فظاهر، وأمّا وصف الإبل بذلك فمستعمل كقول متمّم: (الطويل)

فما وجد أظآر ثلاث روائم ... رأين مجرا من حوار ومصرعا

إذا شارف منهنّ قامت فرّجعت ... حنينا فأبكى شجوها الركب اجمعا

وكذلك الخيل كقول عنترة: (الكامل)

وأزورّ من وقع القنا بلبانه ... وشكا إليّ بعبرة وتحمحم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015