فيقال له: قد تقدّم من قبل، ما قيل في الجبل الشاهق.
وقولك: مشتق من الشّهيق، وهو ارتفاع النّفس، فأنه ليس بصواب، لأنّ الشّهيق هو ردّ النّفس، وبين التأويل فيه على ما يوافق المعنى فأغنى عن ذكره هنا.
وقال في قوله: (الطويل)
ألم يحذروا مسخ الذي يمسخ العدا ... ويجعل أيدي الأسد أيدي الخرانق
سكّن هذه الياء مرتين في بيت واحد، قال الرّاجز: (الرجز)
كأنّ أيديهن بالقاع القرق ... أيدي جوار يتعاطين الورق
يريد، أن هؤلاء الجواري، بنات قوم أغنياء، فهنّ يلعبن بالفضّة وأيديهنّ مخضّبات.
وأقول: الذي ذكره ليس بشيء! لأنّ قوله: أيدي جوار مخضّبات، ليس في الشعر دليل عليه، وإنما يريد أن أيدي هذه الإبل، تطير الحصى بشدّة في حال السّير، فيصلّ باصطكاكه، كأيدي جوار يتعاطين الدّراهم فيسمع لها صليل،
وهذا من