ثم ابتدأ كلاما فقال: أن سامحت العيس بذملانها ركبتها، وإلا تسامح، ففي أكوارهنّ عقاب، أي: أنا أقدر من السّير والتّصرّف في الأسفار، على ما لا يقدر عليه العقبان.

وأقول: الكلام لا يستغني عن قوله:

وعن ذملان العيس. . . . . . . . . . . .

لأنه معطوف على ما قبله وهو قوله:

غنيّ عن الأوطان لا يستفزّني ... إلى بلد سافرت عنه إياب

وقد ذكرت ما في هذا في مواضع، وبيّنته بيانا شافيا لم أسبق إليه.

وقال في قوله: (السريع)

آخر ما الملك معزّى به ... هذا الذي اثّر في قلبه

جعل التنوين في معزّى به بمنزلة الحروف الصّحاح، لأنه موازن للاّم في قلبه. ولو وقع في موضعه اسم لا ينصرف مثل: حبلى وسكرى لجاز صرفه على الضرورة.

وأقول: هذا الذي (ذكره) الشيخ من تنوين معزّى به في هذه القافية، وجعله من الحروف الصّحاح، احترازا من أن لو جاء في موضع معزّى به: يعزّى به لكان الألف من الحروف المعتلّة ردفا، والقافية في قوله: قلبه غير مردفة فيكون ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015