يقول: ينزل عليهم قطره والسيوف والرماح والأسنة متواصلا متتابعا كالعقد المفصل، وهذه استعارة حسنة رائقة.
وقوله:
وَجَرَى على الوَرَقِ النَّجيعُ القَاني ... فكأنَّهُ النَّارَنجُ في الأغصَانِ
(قال): القانيء: الأحمر، وأبدل الهمزة مضطرا وأجراها مجرى اللام. ألا ترى جعل الياء وصلا كما جعلها عبد الرحمن بن حسان لما اضطر فقال:
وكُنتَ أذَلَّ من وَتَدٍ بِقَاعٍ ... يُشَجِّجُ رأسهُ بالفهِرِ وَاجِي
فيقال له: ليس في القاني، هاهنا، والواجي اضطرار! وذلك أنه وقف على الهمزة فسكنت وما قبلها مكسور، فقلبها ياء كما قلبت في: ذيب وبير، وقد قريء بهما، وذلك قلب تخفيف لا إضطرار، فكذلك هي في (قاني) و (واجي) قافيتين لطروء السكون فيهما بوجوب الوقف عليهما.
وقوله:
أنسَابُ فَخرِهِمُ إليك وإنَّما ... أنسَابُ أصلِهِمُ إلى عَدنانِ