ومع ذلك فذكر الذنب لامرأة بوصف نداها والاستغفار لها قبيح، وان حُمل على أحسن محمل وتؤول على أجمل متأول. وقد كان أبو الطيب دخيلا في عشرة الملوك، حديث الصحبة لهم والاتصال لهم، فجفا لذلك في مدحهم طبعه، وجف زرعه، وهو مع ذلك شاعر عصره وواحد دهره.

وقوله: المنسرح

عُدْ وأعِدْهَا فَحَبَّذَا تَلَفٌ ... ألْصَقَ ثَدْيي بِثَدْيِهَا النَّاهِدْ

قال: يقول للخيال: عد واعد الغشية التي لحقتني، وان كان فيها تلفي فحبذا تلف كان سببا لقربك ومعانقتك، وكان من حقه أن يقول للغشية: عودي وأعيدي الخيال لأن الغشية كانت سبب زيارة الخيال، لا الخيال سبب لحاق الغشية، ولكنه قلب الكلام في غير موضع القلب.

وأقول: لم يقلب الكلام، ولكنه لمّا رأى طيف الحبيب في تلك الغشية توهم إنها بسببه، وإنه قادر عليها لمّا رآه فيها، فقال: عد وأعدها، وإن كانت من مقدمات الموت، فإن وصال طيف الحبيب محبوب إلي ولو بالموت، ومؤثر لدي على الحياة.

وقوله: المنسرح

حَكَيْتَ يا لَيْلُ فرعها الوَارِدْ ... فاحْكِ نَواهَا لِجَفْنِيَ السَّاهِدْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015