وأحسن مَوْقِعاً منِّي وعندي ... من البُشْرَى أتَتْ بعدَ النَّعِيِّ

وضُمِّنَ صَدْرُهُ ما لم تُضَمَّنْ ... صُدورُ الغَانياتِ من الحُلِيِّ

وكأن الواحدي استضعف هذه الأبيات التي في أبي الفتح فقال فيها ما قال فهلاَّ تعرض لقوله في أبيه يصف بلاغته: الكامل

أنت الوحيدُ إذا ارتكبْتَ طَرِيقةً ... فمن الرَّديفُ وقد رَكِبْتَ غَضنَفْرا

قطَفَ الرجالُ القولَ قَبْلَ نباتِهِ ... وقطَفْتَ أنت القولَ لمَّا نَوَّرا

فهو المُتَبَّعُ بالمسَامعِ إن مَضَى ... وهو المُضَاعَفُ حُسْنُهُ إنْ كُرِّرا

وقوله: الطويل

وليسَ حَيَاءُ الوَجْهِ في الذِّئبِ شيمةً ... ولكنَّهُ من شيمةِ الأسَدِ الوَرْدِ

قال: المعنى أن حياءهم ليس بمزر بهم كما إنه لا يعيب الأسد حياؤه.

وأقول: الجيد أن لو قال: حياؤهم فضيلة فيهم وفخر لهم، كما إنه في الأسد كذلك. وذكره الورد صفة للأسد زيادة يتم الكلام من دونها، لأن جميع الأسد توصف بالحياء؛ الورد منها وغير الورد، وإنما ذكرها للقافية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015