قال: يقول: إذا لم تنفذ نصولنا على أسلحة الأعداء ذكرناك فنفذت عليهم بدولتك فكان ذكرك أمضى من النصل.
وأقول: هذا ليس بشيء! وليس في الكلام ما يدل على أن نصولهم إذا لم تنفذ من ملاقاتها الأسلحة، تنفذ بذكره. ولكن المعنى أنا ظللنا إذا أنبي سيوفنا كرة الضرب بملاقاة الحديد، فلا تغني سيوفنا هنالك شيئا، ولا تؤذي الأعداء، ذكرناك لهم لما اشتهر من بأسك وهيبتك، فكان ذكرك أمضى من نصولنا فيهم؛ يشير إلى الخوف في قلوبهم، وذلك لا يرد بدرع وسلاح.
وقوله: الطويل
فَوَلَّتْ تُرِيغُ الغَيْثَ والغيْثَ خَلَّفَتْ ... وتَطْلُبُ ما قَدْ كانَ في اليَدِ بالرِّجْلِ
قال: قال ابن جني: لو ظفرت بالكوفة وما قصدت له لوصلت إلى تناول الغيث باليد عن قرب.
وقال العروضي فيما أملاه عليَّ: هذا تفسير من لم يخطر البيت بباله؛ لأنه ظاهر على المتدبر! إنما يقول: قد كانوا في أمن ونعمة، وشبّه ما كانوا فيه بالغيث فاستزادوا طلب الملك، وجاءوا محاربين فهزموا فلما تولوا هاربين قصدوا ما كان في أيديهم من