قال: يقول: الله تعالى قادر على إخزاء الخليقة؛ بأن يملك عليهم اسما ساقطا من غير أن يصدق المُلحدة الذين يقولون بقدم الدهر؛ يشير إلى أن تأمير مثله إخزاء

الزمان، والله تعالى فعل ذلك؛ عقوبة لهم، وليس كما تقول الملحدة.

وأقول: يحتمل أن يكون أراد بالخليقة اختراع الكذب، ويخزي: يبعد، من قولهم: أخزاه الله؛ يقول: الله - سبحانه - قادر على أن يبعد ولايته المكذوبة، ولا يصدق قوما في قولهم: إنما ثم صانع للعالم، ولو كان ثم صانع لما ولاَّه، أو لما أدام ولايته. وهذا كأن فيه معنى الدعاء عليه كقول الآخر: البسيط

ما أقْدَرَ الله أنْ يُدْني على شَحَطٍ ... من دَارُهُ الحَزْنُ مِمَّنْ دَارُهُ صُولُ

وقوله: الوافر

تَشَابَهَتِ البَهَائمُ والعِبِدَّى ... عَلَيْنَا والمَوالي والصَّمِيمُ

قال: العبدى: العبيد.

يقول: عم الجهل الناس كلهم؛ الذين هم عبيد الله حتى أشبهوا البهائم في الجهل، وملك المملوكون، فالتبس الصميم، وهو الصريح النسب الخالص، يعني: الأحرار بالموالي وهو الذين كانوا عبيدا ارقاء، وذلك أن نفاذ الأمر يترجم عن علو القدر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015