وقوله: البسيط

جَازَ الأُلَى مَلَكَتْ كفَّاك قَدْرَهُمُ ... فَعُرِّفُوا بك أن الكَلْبَ فَوْقَهُمُ

قال: يقول: هؤلاء الذين تملكهم تجاوزوا قدرهم بالبطر والطغيان فملكت عليهم تحقيرا لهم، ووضعا من قدرهم حين ملكهم كلب.

وأقول: يحتمل ان يقال: هؤلاء الذين ملكتهم جازوا قدرهم في الفخر والعلو على الناس، فعُرفوا، أي: بُين لهم بانتمائهم اليك، وبملكك لهم، أن الكلب فوقهم، أي: يعلوهم ويفضلهم، وأن يقال: فبُين لهم إن الذي يملكهم كلب في الخسة والدناءة واللُّؤم، فهذا معنى قوله: الكلب فوقهم.

وقوله: فملكت عليهم تحقيرا لهم ووضعا من قدرهم - وهو تفسير: فعُرفوا بك - ليس بشيء! لأنه يدل على أن بطرهم وفخرهم كان قبل تمليكه لهم، وليس كذلك، بل إنما كان منهم بتمليكه لهم فأرادوا به الارتفاع، فحصل لهم الاتضاع فالوجه الصحيح ما فسرته.

وقوله: البسيط

ما أقْدَرَ اللهَ أنْ يُخْزي خَلِيقَتَهُ ... ولا يُصَدِّقَ قَوْماً في الذي زَعَمُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015