موجودة مستعملة في زمانهم، لعب بها جماعة من الصحابه، وهم عرب، وكانوا يسمونها بهذه الأسماء المعروفة في قطعها. على إنه يقال: لعل العرب إنما لم تستعمل هذه اللفظة أو الألفاظ لأنها لم تلعب بهذه الآلة وتتعاطاها فتحتاج إلى تسميتها والتعبير عنها، وذلك لا يخرجها من الوجود، ولا يمنع من تسمية هذه الآلة الكثيرة الاستعمال والمعاطاة بأسماء تحصل بها الإبانة والفائدة فتقر على ما وضعها واضعها وإن كان أعجميا، وتكون من جنس الأسماء التي أفقت موافقة الأعجمية فيها العربية نحو يعقوب وإسحاق وما أشبههما.

وأما قوله: التنزه عن شرب الخمر أولى من التنزه عن لعب الشطرنج، فيقال له: هو كما قلت إلا أن ابن جني اعتبر قافية البيت الذي يليه وهو قوله: الطويل

. . . . . . ... وليسَ لنا إلاَّ بِهنَّ لِعَابُ

فرأى أن استعمال لفظ اللعب أكثر وأولى بالشطرنج من اللعب بالأقداح فلذلك اختار الرخاخ، بالخاء، على الزجاج، بالجيم.

وقوله: الطويل

وأوسَعُ ما تَلْقَاهُ صَدْراً وخَلْفَهُ ... رِمَاءٌ وطَعْنٌ والأمامَ ضِرَابُ

قال: قال ابن جني: يقول: أوسع ما يكون صدرا إذا تقدّم في أول الكتيبة يضرب بالسيف وأصحابه من ورائه ما بين طاعن ورام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015