وقوله: الطويل
حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيَّاتِ حتى طَرَحْتَهَا ... وحَتَّى كأنَّ السَّيْفَ للرُّمْحِ شَاتِمُ
قال: يقول: تركت القتال بالرماح وازدريتها؛ لأنها من سلاح الجبناء، وسلاح الشجعان السيف.
وأقول: قوله: لأنها من سلاح الجبناء ضعيف، ولو قال: كأنها لكان الصواب.
وقوله: الطويل
وإني لتَعْدُو بي عَطَاياكَ في الوَغَى ... فلا أنا مَذْمُومٌ ولا أنتَ نَادِمُ
قال: أي: امتطي في الغزو خيلك التي أركبتنيها ولست مذموما في أخذها لأني شاكر أياديك، ناشر ذكرك.
وأقول: أن تعليله بقوله: لأني شاكر لأياديك ناشر لذكرك ليس بشيء! وإنما يصف نفسه بأن الخيل التي يأخذها من سيف الدولة يقاتل عليها فلا يُذم بأنه يفر عليها، ولا يندم سيف الدولة لأنه وضع العطاء في غير موضعه. فإن أريد بالشكر هاهنا الفعل لا القول فصواب، لأن الشكر قد يكون بالفعل أيضا فيكون شكره له بما يفعله من نصره له بقتال أعدائه.