يوم لا يقع فيه طعان ودم صبيب فقد مللت مقامه. وهذا كما يقال: شنئت رؤية رجل ليس فيه شجاعة وسماحة. فلست تعني بذلك رجلا واحدا، بل أي رجل لم يكن بهذه الصفة فقد شنئته، وذلك يحتمل أن يكون قليلا أو كثيرا، فكذلك قوله: مقام يوم.

وقوله: المتقارب

عَوَاقِبُ هذا تَسُوءُ العدوَّ ... وتَثْبُتُ فيهِ وهَذا يَزولُ

قال: عاقبة العارض الذي أصابك تسوء العدو؛ لأنك تغزوهم وتثبت فيهم، لأنك لا تنفك عن غزوهم.

وأقول: يقول: عواقب هذا المرض غزوك العدو فهي تسوء العدو وتثبت فيه بشدة الأذى له والنكاية به، وهذا المرض يزول، فالضمير في تثبت راجع إلى العواقب عطفا على تسوء وضعيف أن يرجع إلى سيف الدولة، فإن كان أراد ذلك فغير قوي، كأنه يقول: أذى هذا المرض زائل وأذاك للعدو غير زائل.

وقوله: الطويل

عَرَضْتَ له دون الحياةِ وطَرْفِهِ ... وأبْصَرَ سيفَ اللَّه منك مُجَرَّدَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015