والموج، وجعل الموج كالخيل لأنها تشبه بها، وبالإبل ايضا، كقوله:

المنسرح

والطيرُ فوقَ الحَبَاب تَحْسبُهَا ... فُرْسَانَ بُلْق تَخُونها اللُّجُمُ

والموجُ مثلُ الفُحولِ مُزْبِدةٌ ... تَهْدِرُ فيها وما بها قَطَمُ

فذكر القوائم هاهنا ضعيف لأن ذلك إنما يكون في الماء الرقيق؛ ألا ترى إلى قوله فيما بعد: الطويل

تراهُ كأنَّ الماَء مَرَّ بِجِسْمهِ ... وأقْبَلَ رأسٌ وَحْدَهُ وتَلِيلُ

وهذا لا يكون معه مطاردة بالقوائم، وإنما المطاردة هنا إن الخيل قُدّامها موج وخلفها موج فكأنها تطرد وتُطرد، وقوله:

. . . . . . ... سَواءٌ عليه غَمْرَةٌ ومَسِيلُ

أي: سواء على هذا السابح، ويعني الفرس، وهو من صفات الخيل، جريه في غمرة من الماء، وهو معظمه، أو مسيل وهو المكان، أي: سواء عليه بحر وبر.

وقوله: الطويل

وأضْحَتْ بِحصْنِ الرَّانِ من الوَجَى ... وكلُّ عَزِيزٍ للأميرِ ذَليلُ

قال: باتت الخيل رزاحة معيبة بذلك المكان بما أصابها في حوافرها، ثم اعتذر لها فقال: لم يلحقها ذلك لضعفها، ولكن الأمير كلفها من همته صعبا، فذلّت له وإن كانت قوية عزيزة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015