له ثم أثبتها ونفى ماعداها بما وإلا؛ أي: لم تكن حركته هذه وغزوته عن اهتمام وجمع واستعداد، وإنما هي خطرة عرضت له دعت أصحابه إلى الغزو فلبتها منهم القنا والنصول.

وقوله: الطويل

وَرُعْنَ بِنا قَلْبَ الفُراتِ كأنَّما ... تَخِرُّ عليه بالرِّجالِ سُيُولُ

قال: لما جعل الفرات مروعا، استعار له قلبا؛ لان الروع يكون في القلب.

فيقال: هذا تكميل للاستعارة وإتمام للصناعة، وإنما كنى بقلب الفرات عن وسط مائه ومعظمه، وإشارة مع ذلك إلى قطعه، وما بعده دليل عليه.

وقوله: الطويل

يطاردُ فيه مَوْجَهُ كلُّ سابحٍ ... سَوَاءٌ عليه غَمْرَةٌ ومَسِيلُ

قال: الموج كان يتجفل عن قوائم الخيل، وهي تتبعه، فجعل ذلك كالمطاردة. والغمرة: معظم الماء. والمعنى إن الخيل تسبح في الغمرة وتسير في الجبل.

وأقول: المطاردة هي المفاعلة؛ تكون من اثنين فصاعدا، فجعل المطاردة بين الخيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015