المعترض من الحاضرين على المتنبي يدل على هذا الوجه والتقدير الذي ذكرته وهو قوله: بعيد أنت من شُرب الشمول على النارنج أو طلع النخيل. وفيه وجه آخر قد ذكرته قبل.

وقوله: الوافر

وهذا الدُّرُّ مأمونُ التَّشَظِّي ... وأنتَ السَّيفُ مأمونُ الفُلولِ

قال: يقول: هذا الكلام كالدر لا تُثقب أجزاؤه، ولا تصير قطعا لاكتنازه وصلابته، وأنت السيف لا ينفل بالضرب.

وأقول: لو قال: هذا الكلام در لا كالدر، لأن الدر يتشظى، وهذا إنما هو نظم فقد أمن فيه التشظي، وهذا سيف الدولة لا كالسيوف لان السيوف تفل، وهذا إنما هو شجاع ماض فقد أمن فيه الفلول، لكان احسن في العبارة، واكمل في الاستعارة.

وقوله: المتقارب

لقيتَ العُفَاةَ بآمَالِهَا ... وزُرْتَ العُداةَ بآجَالِهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015