قال: قال ابن جني: أنت شديد البعد من شرب الشمول، وأراد: بين يديك تُرنج الهند، أو في مجلسك، فحذف لأنه مُشاهد فدلّت الحال على ما أراد.

وقال ابن فورجة: أراد: شديد البعد من شرب الشمول تُرنج الهند لديك، فحذف لديك وأتى به في البيت دالاً على المحذوف، والظروف كثير ما تُضمر. وأراد من شرب الناس الشمول عليه أو على رؤيته، وهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول كما تقول: أعجبني دق هذا الثوب، كذلك تقول: تُرنج الهند بعيد من شرب الشمول؛ أي: شُرب الناس الشمول عليه. والمعنى: إن هذا الاترج الذي حضرك لم يحضرك للشرب عليه، ولكن كل شيء فيه طيب بحضرتك، ويكون عندك.

وأقول: أما التقدير الذي قدّره ابن جني فبعيد عن الصواب.

وأما تقدير ابن فورجة فهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول المعدّى إليه بحرف الجر مع عدم اللبس كما ذُكر، ومنه قول الشاعر: الوافر

ولستُ مُسَلٍّماً ما دمتُ حَيّاً ... على زَيْدٍ بتَسْليمِ الأميرِ

إلا أن إضافة الشرب إلى الناس غير جيد، والجيد إضافة الشرب إلى سيف الدولة من غير إضمار لديك لأنه لا حاجة اليه؛ تقول: تُرنج الهند أو طلع النخيل بعيد شُربك الشمول عليه، فحذف الفاعل الذي هو ضمير سيف الدولة، وحرف الجر، وأضاف المصدر إلى المفعول. فهذا وجه صالح على هذا التقدير الذي ذكرته. وقول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015