وأقول: إن تفسيره وصرعى دون مبلغه بقوله: لا ترتقي إليه ليس بشيء! وإنما معناه: قاصرة دون بلوغه الأشياء لأنه قد أدرك منها ما تعجز الأماني من الوصول اليه، فلا يتمنى، لأن التمني إنما يكون للشيء الذي لم يحصل، وأما الممدوح فقد حصلت له الأشياء جميعها.

وقوله: البسيط

وما الفِرَارُ إلى الأجبْالِ من أسَدٍ ... تَمْشي النَّعامُ به في مَعْقِلِ الوَعِلِ

قال: يريد بالنعام خيله، شبهها بها في سرعة العدو وطول الساق.

فيقال له: النعامة لا توصف بطول الساق ولكن بقصرها، وقد ذكرت هذا قبل في تفسيره الرجز

وزاد بالسَّاق على النَّقَانِقِ

وأما تفسيره قوله:

. . . . . . ... تَمْشي النَّعامُ به في مَعْقِلِ الوَعِلِ

بمعنى إن خيله لا تعجز عن قطع الجبال في آثار الروم فحسن.

وأما رواية ابن جني: تمسي وتفسيره بأنه قد اخرج النعام من البر إلى الاعتصام بالجبال فهوس، كما ذكر الواحدي! ولكن له تفسير غير ذلك، إن لم يزد على تفسير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015