قال: كان سورها، يعني: جدارها، من فوق بدئه، أي: من أعلى ابتدائه، قد شق الكواكب والتراب برسوخه في الأرض، وروى ابن جني:

فأضْحَتْ كأنَّ السُّورَ من فَوْقُ بَدْؤُهُ ... . . . . . .

بالرفع فيهما.

قال: أراد: من فوقه، فلما حذف الهاء بناه

قال: وعلى هذه الرواية لا يستقيم لفظ البيت ولا معناه.

وأقول: إن هذه الرواية الكثيرة الظاهرة! ولفظ البيت معها مستقيم ومعناه، والتقدير: فأضحت القلعة كأن السور بدؤه من فوقه؛ أي: من أعلاه، آخذ إلى الأرض؛ أي: بدئت عمارتها كذلك فشق الكواكب أولا ونزل إلى الترب، وهذا بناء بخلاف الأبنية المعتادة فإنها تبدأ من أسفل إلى فوق، وهذا من فوق إلى أسفل! وإنما أراد بذلك المبالغة فتناهى فيها، وتجاوز الغاية بها، وهو من قول السموأل إلا إنه قلبه: الطويل

رَسَا أصْلُهُ تحتَ الثَّرَى وسَمَا بهِ ... إلى النَّجْمِ فَرْعٌ لا يُرَامُ طويلُ

وهو مثل قوله: الوافر

وقالوا هل يُبَلِّغُكَ الثُّرَيَّا ... فَقُلْتُ نَعَمْ إذا شئتُ اسْتِفَالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015