قال: يقول: الجيش في الحقيقة جيشك، وكل جيش سوى جيشك فليس بجيش.
وأقول: إنه ظن إن هذا مثل قولهم: الجود جود حاتم، والحلم حلم أحنف، يراد به المبالغة؛ أي: لا حلم ولا جود معروف إلا ذلك، وهذا التأويل سائغ، إلا إنه لم يرده هاهنا، وإنما الكلام باق على ظاهره؛ يقول: الجيش جيشك على الحقيقة، غير أنك أنت جيشه؛ لأنه بك يتقوى وتحتمي أقسامه؛ وهي قلبه ويمينه وشماله، وبيّن ذلك في البيت الذي بعده وهو قوله: الكامل
تَرِدُ الطِّعانَ المُرَّ عن فُرْسَانِه ... وتُنَازِلُ الأبطالَ عن أبْطَالِه
وهذه الصفات لم تجتمع لأحد حقيقة إلا لعلي - عليه السلام - لأنه كان المشهور بذلك، وما أجدر أن يكون هذان البيتان فيه، لا بغضا لعلي بن أبي الهيجاء، وهو ممن يُحَب، ولكن زيادة حب لعلي بن أبي طالب!
وقوله: الوافر
وخَضْرٌ تَثْبُتُ الأبْصَارُ فيه ... كأنَّ عليه من حَدَقٍ نِطَاقَا