فعجب أبو العشائر من سرعة خاطره فقال: الوافر
أتنكِرُ ما أتيتُ به بديهاً ... وليسَ بمُنْكَرٍ سَبْقُ الجَوادِ
أرَاكِضُ مُعْوِصَات الشِّعْرِ قَسْراً ... فأقْتُلُهَا وغيري في الطِّرادِ
والمعوصات: يعني المعاني الآبية الغريبة.
وقوله: الكامل
وَهَبَ الذي وَرِثَ الجُدودَ وما رأى ... أفْعَالَهُمْ لابْنٍ بلا أفْعَالِهِ
قال: يقول: وهب ما ورثّهم من المال والمآثلا كلها، فوهب المال للعفاة وترك مفاخر آبائه لقومه غير مفتخر بها؛ لأنه يرى الافتخار بفعل نفسه، ولا يرى أفعال الجدود شرفا له دون أن يبني عليها.
قال: واخذ الشريف الرضي هذا المعنى فقال: الطويل
فَخَرْتُ بِنَفْسِي لا بقومي مُوَفِّراً ... عَلَى نَاقِصِي قَوْمي مَآثِرَ أسْرَتي
فيقال له: الاقتصار على مآثر الجدود وأفعال الآباء من غير أن يضاف إليها من أفعال النفس نقص، وترك مآثر الآباء من غير اعتداد بها جهل، والجمع بينهما فضل. ولذلك قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر - عليه السلام: الكامل