ووصل حبيبه؟! والتقدير: أني أبغض الطيف مثل بغض الصبابة والكآبة والأسى لأن هذه الأشياء إنما حدثت بسبب ترحاله فكذلك الطيف.
ومثل ينتصب بأنه صفة مصدر محذوف والعامل فيه ما قبله، وهو الفعل في أول
البيت الذي قبله، وهو: أبغض وتقديره: أني لأبغض طيف من أحببته بغضا مثل بغض الصبابة، وحذف المضاف لدلالة الفعل عليه.
وقوله: الكامل
ولَقَدْ دَخَرْتُ لكُلِّ أرْضٍ سَاعةً ... تَسْتَجْفِلُ الضِّرْغَامَ عن أشْبَالِهِ
قال: لكل أرض أي: لافتتاح كل أرض فحذف المضاف. وتستجفل: يستدعي سرعته في الهرب؛ من قولهم: جفل الظليم وأجفل إذا أسرع، وكنى بالساعة عن قصر المدة التي يستولي عليها، وسرعة تمكنه منها؛ يقول: ادخرت لفتح كل ارض ساعة شديدة تحمل الأسد على الفرار عن أشباله لشدتها وهولها.
وأقول: لا معنى لذكر فتح الأرض، والجيد ما ذكره التبريزي؛ قال: يقول: ذخرت لكل أرض مخوفة، أحل فيها، ساعة أكون فيها شجاعا أُفزع من أمن بها، حتى أني لأُفزع الليث فيفر عن الأشبال.