وقوله:

من المتمردات تذب عنها ... برمحي كل طائرة الرشاش

أصل المرود الإعياء, يقال: مرد الشيطان إذا أعيا خبثًا, وكذلك مرد الإنسان, فهو مارد, ومريد, ومنه المثل المحكي عن الزباء: «مرد مارد وعز الأبلق» وهما حصنان أعياها أمرهما, ومنه قولهم: بناء ممرد؛ أي: إنه يعيي من طلبه, وقيل: الممرد: المملس والمطول, وتذب؛ أي: تذود, يستعمل ذلك في ذب العدو وغيره, قال الراجز: [الرجز]

من ذب منكم ذب عن صميمه ... أو فر منكم فر عن حريمه

ومن ذلك: ذبت الناقة وغيرها البعوض والذباب, وإنما قيل له: ذباب؛ لأنه يذب؛ أي: يطرد, قال الشماخ: [البسيط]

تذب ضيفًا من الشعراء منزله ... منها لبان وأقرب زهاليل

الشعراء: ضرب من الذباب. وزهاليل: ملس.

وكل طائرة: يحتمل «كل» الرفع والنصب. فإذا نصب فتذب للفرس كأنه جعلها تذب برمحه, وهذا مثل قولهم: قتلت الخيل وهزمت الأعداء, وإنما يريدون الفوارس. والمعنى أن هذه الفرس تذب برمحي عن نفسها كل طعنةٍ, إذا أصابت المطعون طار لها رشاش, وهو ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015