يفترق من الدم, أخذ من رشاش المطر, وإذا رفعت كل فالفعل لها, وليس للفرس فيه شيء, وإنما هي مذبوب عنها, والحمد في الوجهين للفارس؛ لأنه الذي يحمل الفرس على الطعن ويصرف الرمح.

وقوله:

إذا ذكرت مواقفه لحافٍ ... وشيك فما ينكس لانتقاش

شيك: إذا أصابته شوكه. والانتقاش: إخراج الشوكة من الرجل, وغيرها من الجسد, ومن ذلك قيل: المنقاش, وهو عربي صحيح, قال الشاعر: [الطويل]

فواأسفا إن الفراق يروعنا ... بمثل مناقيش الحلي قصار

يعني مناقير الغربان؛ لأنها تنعب بالفراق. ومن الأمثال: «لا تنقش الشوكة بالشوكة فإن ضلعها معها» , ويقال ذلك للرجل إذا استعان على عدوه بآخر هو له عدو. والمعنى أن هذا الممدوح يرغب القاصد في لقائه فلو أنه حافٍ, ووقعت في رجله شوكة لمنعته العجلة وإيثار لقائه من أن ينتقشها من قدمه.

وقوله:

تزيل مخافة المصبور عنه ... وتلهي ذا الفياش عن الفياش

الفياش: المفاخرة بالباطل, يقال: فاش الرجل وفايش غيره, والرجل فيوش, قال جرير: [الوافر]

فأوعد بالخزير مجاشعيًا ... إذا ما فاش وانتفخ الوريد

وقال أيضًا: [الكامل]

أيفايشون وقد رأوا حفاثهم ... قد عضه فقضى عليه الأشجع

الحفاث: حية عظيمة تنفخ ولا تؤذي. والمصبور: الذي يحبس ليقتل أو يكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015