وهذا البيت الذي أوله كميت يروى للكلحبة العرني ولابن الخرشب الأنماري, وحكي في جمع الكميت: كمات, ولم يصح ذلك, وقالوا في صفة التمرة: كميت إذا كانت تضرب إلى السواد في حمرةٍ, قال الأسود بن يعفر: [الطويل]

وكنت إذا ما قرب الزاد مولعًا ... بكل كميتٍ جلدةٍ لم توسف

أي لم تقشر, ووصفوا الخمر بالكميت أيضًا.

والإعقاق مصدر أعقت الفرس إذا عظم بطنها للحمل, فهي عقوق, وأكثر الناس يزعمون أنهم لم يقولون: معق على ما يوجبه القياس, وقد حكاه بعضهم. والمعنى أن بطنها ينشع ويتسع للحمل وكبر الولد. والغشاش: العجلة. قال البعيث: [الطويل]

يكون نزول القوم فيها كلا ولا ... غشاشًا ولا يدنون رحلًا إلى رحل

وفي النسخ: وعلى غشاشٍ, بلا ياء, ويجب أن يكون الشاعر قاله بالياء, أضاف الغشاش إلى نفسه؛ لأن ذلك أحسن في حكم النظم, ويدل على ثبات الياء قوله: ناقلت بي. وقوله: على إعقاقها فأضاف الإعقاق إليها, فأوجب ذلك أن يكون على إعقاق الفرس, وعجلة الفارس, وإنما يحسن حذف الياء لو كان الإعقاق منكرًا غير مضافٍ, مثل أن تقول في الكلام (97/ب) ناقلت بي على إعقاقٍ وغشاشٍ, فأما إذ جاء بالإعقاق مضافًا؛ فالأحسن أن يكون الغشاش مثله في الإضافة.

والنقال: ضرب من عدو الخيل, قال جرير: [الكامل]

من كل مشترفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرقاق مناقل الأجرال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015