مقدحةً قبًا خفافًا بطونها ... وقد وازنت جحشانها بالحوالب

ويمكن أن يقال له بعد أن يركب: جحش, كما قالوا لولد الفرس: مهر حين ينتج, ثم سموه بعد الركوب مهرًا, قال الأفوه: [الرمل]

إن يجل مهري فيكم جولةً ... فعليه الكر فيكم والغوار

وقال زيد الخيل: [الرمل]

عودوا مهري كما عودته ... دلج الليل وإيطاء القتيل

وقالوا لولد الظبية: جحش. قال أبو ذؤيب: [الطويل]

بأسفل ذات الدبر قد ضاع جحشها ... فقد ولهت يومين فهي خلوج

والجحاش في هذا البيت: مساوية للجحاش, فيما تقدم من الأبيات لفظًا لا معنًى, وإذا تشابهت الكلمتان في اللفظ, واختلفتا في المعنى, وجاءتنا في قوافي الشعر فذلك من الإيطاء عن بعضهم, ويقال: إنه مذهب الخليل, وغيره لا يرى بذلك بأسًا, وإذا توالت القافيتان في البيت فذلك أقبح ما يكون, وكلما بعد ما بينهما كان ذلك أسهل. فإن كانت الكلمة في تشبيبٍ أو معنًى غيره ثم جيء بها في معنًى آخر سهل ذلك عندهم, وهذا البيت يرويه بعضهم لامرئ القيس: [الطويل]

كأني غداة البين لما تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل

ثم قال في صفة الفرس:

مداك عروسٍ أو صلاية حنظل

فهذا يسهل لتباعد ما بين البيتين واختلاف الذي يقصد من المعنيين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015