(راهبًا) أي: واحد رُهبان النصارى، وهو الخائِف المتعبِّد.
(فأدركه الموت)؛ أي: في الطَّريق، والفاء فيه فصيحةٌ، والمراد إدراك أَمارات الموت.
(فنأى)؛ أي: بتقديم الهمزة على الألف، وعكسِه، أي: نهَضَ بصَدْره مائِلًا إلى ناحية تلك القَرية التي توجَّه إليها للتَّوبة والعبادة.
(إلى هذه) هي المتوجَّه منها.
(أن تقربي)؛ أي: من الميِّت.
(إلى هذه أن تباعدي) هي المتوجَّه منها.
واعلم أنَّ حقَّ العباد لا يسقُط بالتَّوبة، ولكنَّ الله تعالى إذا قبِلَ توبته أَرضَى خُصومه بكرَمه.
* * *
3471 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَةَ الصُّبْح، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ". فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ! بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ. فَقَالَ: "فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ -وَمَا هُمَا ثَمَّ- وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ: هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لاَ رَاعِيَ لَهَا