قال (خ): المُحدَّث: المُلهَم يُلقى الشيءُ في رُوعه، فكأنه قد حُدِّث به، يظُنُّ فيُصيب، ويخطر الشيء بباله فيكون، وهي منْزلةٌ جليلةٌ من منازل الأولياء.
وقيل: هو من يجري الصَّواب على لسانه، وقيل: مَنْ تُكلِّمه الملائكة، وعبارة البخاري فيه: يجري على ألسنتِهم الصَّواب من غير نُبوَّةٍ.
وفيه إثبات الكرامات، وفَضيلة عُمر، وقِصَّته - رضي الله عنه - في: (يا ساريةُ الجبَلَ) مشهورةٌ.
* * *
3470 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا، ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ، فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلهُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ لاَ، فَقَتَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَأَدْركَهُ الْمَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي، وَأَوْحَى اللهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي، وَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا، فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبُ بِشِبْرٍ، فَغُفِرَ لَهُ".
الخامس:
(يسأل)؛ أي: عن التوبة والاستغفار.