(شِيْبَ)؛ أي: خُلِطَ.
(عن يمنيه) قاله بـ (عَنْ)، وفي اليَسار بـ (على)، كانَ موضعًا مرتفعًا، فاعتبَر استعلاءَه، أو كان الأعرابيُّ بعيدًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(أعرابي) قيل: خالد بن الوليد، وأنكَره ابن عبد البَرِّ بأنه لا يُقال فيه أعرابيٌّ.
(فقال عُمر)؛ أي: تذكيرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وإعلامًا للأعرابيِّ بجَلالة أبي بكر.
قال (خ): كانت العادةُ قديمًا وحديثًا تقديمَ الأيمَن كما قال:
وكانَ الكَأْسُ مَجراها اليَميْنَا
فخَشِيَ عُمر أن يُناول الأعرابيَّ لذلك.
(الأيمن) بالنصب بفعلٍ محذوفٍ، أي: قدِّموا الأيمنَ، وبالرفع مبتدأٌ، والخبر محذوفٌ، أي: الأيمن أحقُّ وأَولى.
وإنما استأذَن الغُلامَ في الحديث السابق، ولم يستأذن هنا الأعرابيَّ ائتلافًا لقَلْب الأعرابي، وتطييبًا لنَفْسه، وشفقةً أن يسبق إلى قَلْبه شيءٌ يهلِكُ به لقُرب عهده بالجاهلية، ولم يجعل للغُلام ذلك؛ لأنَّ قَرابته وسِنَّهُ دون المَشيَخة، فاستأذنَه عليهم تأدُّبًا، ولئلا يُوحشَهم بتقديمه عليهم، حتى أعلمَهم أنَّ ذلك حقٌّ له بالتَّيامن.
وفيه استحباب التَّيامُن، وتقديمُ الأيمَن وإنْ كان مَفْضولًا، وأنه لا يُؤثِر على نفسه ما هو فَضيلةٌ أخرويةٌ، وإنما الإيثار المَحمود ما كان في