الحمد لله الذي أحكم الآدمي وأحسن وجهه، وقوس الحاجبين وسطح الجبه، وأمر ماء الأذنين وأعذب النكهه، وأنبت له الحدائق تشتمل على قوت ونزهه، وقدر الأرزاق فذو فقير وذو ندهه، لا يقطع رزقه عن الأسد في الإكمه والذر في الجلهه، فرض الصلاة على الأمم ولكل وجهه، وساءنا زكاة السائمة وسامح في الكسعة والنخة والجبهة، وحث على الورع والورع ترك الشبه، يحب العابدين بكرمه الخفي اللائذين بحلمه الوفي، (الَّذِين يَدعُون رَبَّهُم بِالغَداةِ والعَشِيِّ يُريدون وَجهَه) .
الخطبة الأولى الحمد لله الذي عزته قاهرة ساطية، وقدرته لا قاصرة ولا متباطية، أتلف قوم نوح فما أبقى منهم باقية، وأراح الريح على عادٍ فعادت لهم واطية، وأهلك ثموداً إذ أصبحت لعفر الناقة متعاطية، ورحم امة كانت على فاحش الوطء متواطيه، وأغرق فرعون فما ردت عنه داره الشاطيه، وخسف بقارون فإذا منازله العاليه لاطيه، وهتك ستر بلعام فإذا في باطنه باطية، وبين سبب هلاكهم ففهم الأبله، (وَجَاء فِرعُونُ ومَن قَبلَهُ والمُؤتَفِكاتُ بِالخاطِئة) .
الحمد لله الذي قسم الزروع الناشيه بين الناطق والماشية، وأحصى خطوات الأقدام الماشية إلى الأغراض المتناشيه، الأسرار عند علمه ظاهرة فاشيه، والأشياء عن أمره مكونة ومتلاشية، يبصر الألباب وقد كانت من قبل غاشيه، وأزعج القلوب بتخويفه فأصبحت خاشيه، (هل أتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَة) سلطان الفصاحة في دولة نطقي حاشيه، ولو عاش النباتي مشى بين يدي بغاشيه.