{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)} [الانشقاق: 8]؟ فَقَال "لَيسَ ذَاكِ الْحِسَابُ. إِنَّمَا ذَاكَ الْعَرْضُ. مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ"

ـــــــــــــــــــــــــــــ

حسابًا سهلًا هينًا بأن يُجازى على الحسنات ويتجاوز عن السيئات (فقال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس ذاك) بكسر الكاف لأنه خطاب مؤنث أي ليس الحساب المذكور في الآية (الحساب) مع المناقشة فاسم الإشارة اسم ليس ولفظ الحساب بالنصب على أنه خبر ليس وبالرفع على أنه خبر اسم الإشارة وهو مبتدأ وليس اسمها ضمير الشأن على مذهب من يجوز ذلك والأول أوضح (إنما ذاك) الحساب المذكور في الآية هو (العرض) أي عرض أعمال المؤمن عليه بأن تعرض عليه أعماله فيعرف الطاعة منها والمعصية ثم يثاب على الطاعة ويتجاوز عن المعصية ولا يطالب بالعذر فيه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة لأنه (من نوقش) واستقصي (الحساب) بضم النون وكسر القاف مبنيًّا للمفعول والحساب نصب بنزع الخافض أي من استقصي أمرُهُ في الحساب (يوم القيامة عذب) بالبناء للمجهول خبر المبتدأ الذي هو من الموصولة أي من استقصي في محاسبته وحوقق عذب في النار أو أن نفس عرض الذنوب عليه والتوقيف على قبح ما سلف منه والتوبيخ عليه عذاب.

والحاصل أن الحساب المذكور في الآية هو الحساب بمعنى عرض الأعمال على المؤمن وإثابته على حسناته ومسامحته عن سيئاته فيدخل الجنة، والحساب المذكور في الحديث بمعنى المناقشة والتشديد عليه ليعذب على سيئاته ولو صغيرة ما لم يتب عنها في الدنيا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في تفسير إذا السماء انشقت باب فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا [4939] وفي الرقاق باب من نوقش الحساب عُذّب [6437 و 6536]، وأبو داود في الجنائز باب عيادة النساء [3093]، والترمذي في صفة القيامة باب من نوقش عُذّب [2426] وفي سورة إذا السماء انشقت [3337]، وكذا النسائي في التفسير.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015